قال : انظر في ملكوت السماوات والأرض (يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ) أي يقصر وهو حسير ، أي منقطع.
قوله : (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ) قال : بالنجوم (وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ) قوله : (إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً) قال : وقعا (وَهِيَ تَفُورُ) أي ترتفع (تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ) قال : على أعداء الله (كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ) وهم الملائكة الذين يعذبونهم بالنار (قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ) فيقولون لهم : (إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ) أي في عذاب شديد (١).
قال أبو بصير : سأل رجل أبا عبد الله عليهالسلام فقال : لأيّ شيء بعث الله الأنبياء والرسل إلى الناس؟ فقال : «لئلا يكون للناس على الله حجّة بعد الرسل ، ولئلا يقولوا : ما جاءنا من بشير ولا نذير ، ولتكون حجة الله عليهم ، إلا تسمع قول الله عزوجل ، يقول حكاية عن خزنة جهنم واحتجاجهم على أهل النار بالأنبياء والرسل : (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ)(٢).
* س ٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ (١٠) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ (١١)) [سورة الملك : ١٠ ـ ١١]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : (وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ) ، قال : قد سمعوا وعقلوا ، ولكنهم لم يطيعوا ولم يقبلوا.
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٧٨.
(٢) علل الشرائع : ص ١٢٠ ، ح ٤.