وكثرتهم. وقيل : إنما شبههم بالمنثور لانتثارهم في الخدمة ، فلو كانوا صفا لشبهوا بالمنظوم (١).
* س ٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً (٢٠) عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً (٢١) إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (٢٢)) [سورة الإنسان : ٢٠ ـ ٢٢]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام في قوله عزوجل : (وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً) : «يعني بذلك وليّ الله وما [هو] فيه من الكرامة والنعيم والملك العظيم الكبير ، إن الملائكة من رسل الله عزّ ذكره يستأذنون عليه فلا يدخلون عليه إلا بإذنه ، فذلك الملك العظيم الكبير ، وقال : على باب الجنّة شجرة ، إن الورقة منها ليستظل تحتها ألف رجل من الناس ، وعن يمين الشجرة عين مطهرة مزكية ، قال : فيسقون منها شربة فيطهّر الله بها قلوبهم من الحسد ، وتسقط من أبشارهم الشعر ، وذلك قول الله عزوجل : (وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً). قال : والثّمار دانية منهم ، وهو قوله عزوجل : (وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً) من قربها منهم يتناول المؤمن من النوع الذي يشتهيه من الثمار بفيه وهو متكىء» (٢).
وقال عباس بن يزيد : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام وكنت عنده غداة ذات يوم : أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً) ، ما هذا الملك الذي كبّره الله حتى سماه كبيرا؟ قال : فقال لي : «إذا دخل أهل الجنة الجنة ، أرسل الله رسولا إلى وليّ من أوليائه ، فيجد الحجبة على بابه ، فتقول له : قف حتى نستأذن لك ، فما يصل [إليه] رسول ربّه إلا
__________________
(١) مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٢٢٢.
(٢) الكافي : ج ٨ ، ص ٩٨ ، ح ٦٩.