الأنبياء ، وكيف نصروا ، فاصبر ما صبر أولئك ، ليأتيك النصر كما أتاهم. وهذا من الإيجاز البديع ، والتلويح الفصيح الذي لا يقوم مقامه التصريح. (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا) يعني مشركي قريش (فِي تَكْذِيبٍ) لك وللقرآن قد أعرضوا عما يوجبه الاعتبار ، وأقبلوا على ما يوجبه الكفر والطغيان. (وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ) معناه أنهم في قبضة الله وسلطانه ، لا يفوتونه كالمحاصر المحاط به من جوانبه ، لا يمكنه الفوات والهرب ، وهذا من بلاغة القرآن (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ) أي كريم ، لأنه كلام الرب ... أي ليس هو كما يقولون من أنه شعر ، أو كهانة وسحر ، بل هو قرآن كريم ، عظيم الكرم ، فيما يعطي من الخير ، جليل الخطر والقدر. وقيل : هو قرآن كريم لما يعطي من المعاني الجليلة ، والدلائل النفيسة ، ولأن جميعه حكم ، والحكم على ثلاثة أوجه لا رابع لها : معنى يعمل عليه فيما يخشى أو يتقي ، وموعظة تلين القلب للعمل بالحق ، وحجة تؤدي إلى تمييز الحق من الباطل في علم دين أو دنيا ، وعلم الدين أشرفهما ، وجميع ذلك موجود في القرآن (١).
* س ١٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (٢٢)) [سورة البروج : ٢٢]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم القمّي : اللوح المحفوظ له طرفان : طرف على يمين العرش ، وطرف على جبهة إسرافيل ، فإذا تكلّم الربّ جلّ ذكره بالوحي ضرب اللوح جبين إسرافيل ، فينظر في اللوح ، فيوحي بما في اللوح إلى جبرائيل عليهالسلام (٢).
__________________
(١) مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٣١٩.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤١٤.