قالوا فما شريطتك؟
قال عليهالسلام : «إذا أخبرتكم بما في التوراة دخلتم في ديننا». قالوا : نعم.
قال : «سلوني عن خصلة خصلة». فأجابهم عمّا سألوه ، وهو مذكور في الحديث.
قال : وكانت الأحبار ثلاثة فوثب اثنان فقالا : نشهد أن لا إله إلا الله ، وأنّ محمدا عبده ورسوله. قال : ووقف الحبر الآخر ، فقال : يا علي لقد وقع في قلبي ما وقع في قلوب أصحابي ، ولكن بقيت خصلة : أخبرني عن قوم كانوا في أول الزمان فماتوا ثلاث مائة سنة وتسع سنين ثم أحياهم الله ، ما كانت قصّتهم؟ فابتدأ عليّ عليهالسلام فقال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ)(١) ولمّا أراد أن يقرأ سورة الكهف قال اليهوديّ : ما أكثر ما سمعنا قرآنكم! إن كنت فاعلا فأخبرنا عن قصة هؤلاء وبأسمائهم وعددهم ، واسم كلبهم ، واسم كهفهم ، واسم ملكهم ، واسم مدينتهم.
قال علي عليهالسلام : «لا حول ولا قوّة إلا بالله ، يا أخا اليهود ، حدّثني حبيبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه كان في أرض الروم مدينة يقال لها : أفسوس ، وكان لها ملك صالح ، فمات ملكهم وتشتّت أمرهم واختلفت كلمتهم ، فسمع بهم ملك من ملوك فارس يقال له : دقيانوس ، فأقبل في مائة ألف رجل حتى دخل مدينة أفسوس فاتّخذها دار مملكته ، واتخذ فيها قصرا طوله فرسخ في عرض فرسخ ، واتخذ في ذلك القصر مجلسا طوله ألف ذراع في عرض ذلك من الزجاج الممرّد ، واتخذ في المجلس أربعة آلاف أسطوانة من ذهب ، واتخذ ألف قنديل من ذهب له سلاسل من لجين (٢) ، تسرج بأطيب الأدهان ، واتّخذ
__________________
(١) الكهف : ١.
(٢) اللّجين : الفضّة. «لسان العرب ـ لجن ـ ص ١٣ ، ح ٣٧٩».