إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ) قال : يعني أمير المؤمنين عليهالسلام : (وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً) أي صديقا لو أقمت غيره. ثمّ قال : (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ) من يوم الموت إلى أن تقوم الساعة روي في قوله : (ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً) : أي : ثمّ لا تجد بعدك مثل عليّ عليهالسلام وليّا (١).
ثمّ قال : (وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ) يعني أهل مكّة (وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلاً) حتّى قتلوا ببدر (٢).
وقال أبو يعقوب ، سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله : (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً).
قال : «لمّا كان يوم الفتح أخرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أصناما من المسجد ، وكان منها صنم على المروة ، فطلبت إليه قريش أن يتركه ، وكان مستحيا فهمّ بتركه ثم أمر بكسره ، فنزلت هذه الآية» (٣).
* س ٣٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً) (٧٧) [سورة الإسراء : ٧٧]؟!
الجواب / قال أحدهما عليهماالسلام : «إنّ الله قضى الاختلاف على خلقه ، وكان أمرا قد قضاه في علمه كما قضى على الأمم من قبلكم ، وهي السنن والأمثال تجري على الناس ، فجرت علينا كما جرت على الأمم من قبلنا ، وقول الله حقّ ، قال الله تبارك وتعالى لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم : (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٤.
(٢) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٣٠٦ ، ح ١٣٢.
(٣) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٣٠٦ ، ح ١٣٢.