* س ١٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ) (٢٧) [سورة إبراهيم : ٢٧]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : «أنّ الميت إذا أخرج من بيته شيّعته الملائكة إلى قبره يترحّمون عليه ، حتّى إذا انتهي به إلى قبره ، قالت الأرض له : مرحبا بك وأهلا وسهلا ، والله لقد كنت أحبّ أن يمشي علي مثلك ، لا جرم لترى ما أصنع بك ، فيوسّع له مدّ بصره ، ويدخل عليه في قبره قعيدا القبر منكر ونكير ، فيلقيان فيه الروح إلى حقويه ، فيقعدانه فيسألانه ، فيقولان له : من ربّك؟ فيقول : الله. فيقولان : وما دينك؟ فيقول : الإسلام. فيقولان : ومن نبيّك؟ فيقول : محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم فيقولان : ومن إمامك؟ فيقول : عليّ. فينادي مناد من السماء : صدق عبدي ، أفرشوا له في القبر من الجنّة ، وألبسوه من ثياب الجنّة ، وافتحوا له في قبره بابا إلى الجنّة ، حتّى يأتينا وما عندنا خير له. ثمّ يقولان له : نم نومة العروس ، نم نومة لا حلم فيها.
وإن كان كافرا ، أخرجت له ملائكة يشيّعونه إلى قبره يلعنونه ، حتى إذا انتهى إلى الأرض ، قالت الأرض : لا مرحبا بك ولا أهلا ، أما والله لقد كنت أبغض أن يمشي عليّ مثلك ، لا جرم لتريّن ما أصنع بك اليوم ، فتضايق عليه حتى تلتقي جوانحه. ويدخل عليه ملكا القبر ، وهما قعيدا القبر منكر ونكير». قال : قلت له : جعلت فداك ، يدخلان على المؤمن والكافر في صورة واحدة؟ فقال : «لا. فيقعدانه فيقولان له : من ربك؟ فيقول : سمعت الناس يقولون ، [فيقولان : لا دريت ، فما دينك؟ فيقول : سمعت الناس يقولون]. ويتلجلج لسانه فيقولان : لا دريت ، فمن نبيّك؟ فيقول : سمعت الناس يقولون ، ويتلجلج لسانه. فيقولان : لا دريت. فينادي مناد. من السماء : كذب عبدي ، افرشوا له في قبره من النار ، وألبسوه من ثياب النار ، وافتحوا له