أنه كان عدوهم فعبر عنه بهذه اللام.
وقرأ بضم الياء وكسر الضاد ، والمعنى أنهم فعلوا ذلك ليضلوا غيرهم عن سبيل الحق الذي هو الطريق إلى ثواب الله والنعيم في جنته ، فقال الله تعالى لنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم قل لهؤلاء الكفار الذين وصفناهم (تَمَتَّعُوا) وانتفعوا بما تهوون من عاجل هذه الدنيا ، فصورته صورة الأمر والمراد به التهديد بدلالة قوله (فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ) والمعنى مرجعكم ومآلكم إلى النار والكون فيها عما قليل (١).
* س ٢١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ) (٣١) [سورة إبراهيم : ٣١]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إن الله عزوجل فرض للفقراء له في أموال الأغنياء فريضة لا يحمدون إلا بأدائها ، وهي الزكاة ، بها حقنوا دماءهم ، وبها سمّوا مسلمين ، ولكنّ الله عزوجل فرض في أموال الأغنياء حقوقا غير الزكاة ، فقال عزوجل : (وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) (٢) فالحقّ المعلوم غير الزكاة ، وهو شيء يفرضه الإنسان على نفسه في ماله ، يجب عليه أن يفرضه على قدر طاقته وسعة حاله ، فيؤدّي الذي فرض على نفسه كل يوم ، وإن شاء في كلّ جمعة ، وإن شاء في كلّ شهر وقال الله عزوجل أيضا : (وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً) (٣) وهذا غير الزكاة ، وقد قال الله عزوجل أيضا (يُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً) والماعون أيضا ، وهو القرض يقرضه ، والمتاع يعيره ، والمعروف يصنعه. وممّا فرض الله عزوجل أيضا في المال من غير الزكاة ، قوله عزوجل : (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) (٤) ومن
__________________
(١) التبيان : ج ٦ ، ص ٢٩٤ ـ ٢٩٥.
(٢) المعارج : ٢٤ ـ ٢٥.
(٣) الحديد : ١٨.
(٤) الرعد : ٢١.