لمن يشاء فلا يبسطه كل البسط ولا يمسك عنه كل الإمساك رعاية لمصلحة العباد إنه كان بعباده خبيرا بصيرا وينبغي لك أن تتخلق بخلق الله وتتخذ طريق الاعتدال وتتجنب الإفراط والتفريط.
وقيل : إنها تعليل على معنى إن ربك يبسط ويقبض ، وذلك من الشؤون الإلهية المختصة به تعالى ، وليس لك أن تتصف به والذي عليك أن تقتصد من غير أن تعدل عنه إلى إفراط أو تفريط ، وقيل في معنى التعليل غير ذلك ، وهي وجوه بعيدة (١).
* س ١٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً (٣١) وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً) (٣٢) [سورة الإسراء : ٣٢ ـ ٣١]؟!
الجواب / ١ ـ قال أبو إبراهيم عليهالسلام لإسحاق بن عمّار : «لا يملق حاجّ أبدا» ، قال إسحاق : وما الإملاق؟ قال عليهالسلام : «الإفلاس» ثمّ قال : «قول الله : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ)(٢).
وقال علي بن إبراهيم القمي ، في قوله تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) يعني مخافة الفقر والجوع ، فإنّ العرب كانوا يقتلون أولادهم لذلك ، فقال الله عزوجل : (نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً)(٣).
٢ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام ـ في رواية أبي الجارود ـ في قوله (وَلا تَقْرَبُوا
__________________
(١) تفسير الميزان : ج ١٣ ، ص ٨٤.
(٢) تفسير العيّاشيّ : ج ٢ ، ص ٢٨٩ ، ح ٦٢.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٩.