* س ٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(إِذْ رَأى ناراً فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً (١٠) فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسى (١١) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (١٢) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى (١٣) إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (١٤) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى (١٥) فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى (١٦) وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى (١٧) قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى) (١٨) [سورة طه : ١٨ ـ ١٠]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام ، في قوله : (آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ) يقول : «آتيكم بقبس من النار تصطلون من البرد». وقوله : (أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً) كان قد أخطأ الطريق ، يقول : أو أجد على النار طريقا وقوله : (أَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي) يقول : أخبط بها الشجر لغنمي (وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى) فمن الفرق (١) لم يستطع الكلام ، فجمع كلامه فقال : (وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى) يقول : حوائج أخرى (٢).
وعن سعد بن عبد الله القمي ، عن القائم الحجّة عليهالسلام ـ في حديث طويل يتضمّن مسائل كثيرة ـ قال : قلت : فأخبرني ، يا بن رسول الله ، عن أمر الله تعالى لنبيّه موسى عليهالسلام : (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) فإن فقهاء الفريقين يزعمون أنها كانت من إهاب الميتة.
فقال عليهالسلام : «من قال ذلك فقد افترى على موسى عليهالسلام ، واستجهله في نبوّته ، لأنه ما خلا الأمر فيها من خصلتين : إمّا أن تكون صلاة موسى فيها
__________________
(١) الفرق : الخوف. «الصحاح ـ فرق ـ ج ٤ ، ص ١٥٤١».
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٦٠.