فصل
[دخول الإسلام إلى الأوس والخزرج]
[٤٨٢ / ٢٣] ـ ذكر عليّ بن إبراهيم أنّ أسعد بن زرارة وذكوان (١) خرجا إلى عمرة رجب ، وكان أسعد صديقا لعتبة بن ربيعة ، فنزل عليه ، فقال له : إنّه كان بيننا وبين قومنا حروب ، وقد جئناك نطلب الحلف عليهم ، فقال عتبة : بعدت دارنا من داركم ولنا شغل لا نتفرّغ لشيء ، قال : وما شغلكم وأنتم في حرمكم وأمنكم؟ فقال عتبة : خرج فينا رجل يدّعي أنّه رسول الله ؛ سفّه أحلامنا (٢).
فقال أسعد : ومن هو منكم؟ قال : محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب من أوسطنا شرفا وأعظمنا بيتا.
وكان أسعد وذكوان وجميع الأوس والخزرج يسمعون من اليهود الذين كانوا بينهم ـ النضير وقريظة وقينقاع ـ أنّ هذا أوان نبيّ يخرج من مكّة يكون مهاجره بالمدينة ، فلمّا سمع أسعد وقع في قلبه ما كان سمع من اليهود ، فقال : أين هو؟ قال : هو جالس في الحجر ، فلا تكلّمه فإنّه ساحر يسحرك بكلامه.
قال أسعد : كيف أصنع وأنا معتمر لا بدّ لي أن أطوف بالبيت؟ قال : ضع في أذنك القطن.
فدخل أسعد المسجد وقد حشا أذنيه القطن ، فطاف بالبيت ورسول الله صلىاللهعليهوآله في الحجر مع بني هاشم ، فنظر إليه نظرة وجازه ، فلمّا كان في الشوط الثاني رمى القطن وقال في نفسه : لا أجد (٣) أجهل منّي ، فقال أسعد : أنعم صباحا.
__________________
(١) في إعلام الورى : (ذكوان بن عبد قيس).
(٢) في إعلام الورى والبحار زيادة : (وسبّ آلهتنا ، وأفسد شبابنا ، وفرّق جماعتنا).
(٣) في «س» «ص» : (أحد).