[استجابة دعاء الملك]
[٣٤٦ / ٢] ـ وبالإسناد المذكور (*) عن وهب بن منبّه ، قال : كان في (١) بني إسرائيل ملك في زمان شعيا وهم متابعون مطيعون لله ، ثمّ إنّهم ابتدعوا البدع ، فأتاهم ملك بابل ، وكان نبيّهم يخبرهم بغضب الله عليهم ، فلمّا نظروا إلى ما لا قبل لهم به من الجنود تابوا وتضرّعوا.
فأوحى الله تعالى إلى شعيا عليهالسلام : إنّي قبلت توبتهم لصلاح آبائهم ، وملكهم كان قرحة بساقه ، وكان عبدا صالحا ، فأوحى الله تعالى إلى شعيا أن مر ملك بني إسرائيل فليوص وصيّه ، وليستخلف على بني إسرائيل من أهل بيته ، فإنّي قابضه يوم كذا فليعهد عهده ، فأخبره شعيا عليهالسلام برسالته عزوجل.
فلمّا قال له ذلك ، أقبل على التضرّع والدعاء والبكاء ، فقال : اللهمّ ابتدأتني بالخير من أوّل أمري وسبّبته لي وأنت (٢) فيما أستقبل رجائي وثقتي ، فلك الحمد بلا عمل صالح سلف مني ، وأنت أعلم منّي بنفسي ، أسألك أن تؤخّر عنّي الموت ، وتنسأ (٣) لي في عمري ، وتستعملني بما تحبّ وترضى.
فأوحى الله تعالى إلى شعيا عليهالسلام : إنّي رحمت تضرّعه ، واستجبت دعوته ، وقد زدت في عمره خمس عشرة سنة ، فمره فليداو قرحته بماء التين ، فإنّي قد جعلته شفاء ممّا هو فيه ، وإنّي قد كفيته وبني إسرائيل مؤونة عدوّهم.
فلمّا أصبحوا وجدوا جنود ملك بابل مصروعين في عسكرهم موتى لم يفلت منهم أحد إلّا ملكهم وخمسة نفر ، فلمّا نظروا إلى أصحابهم وما أصابهم كرّوا
__________________
(*) تقدّم الإسناد برقم : (٥٥).
(١) في «ر» «س» زيادة : (زمن).
(٢) في «ر» «س» زيادة : (أعلم).
(٣) في «ر» «س» : (تنشأ).