[إحياء يونس بن متى عليهالسلام بعد موته]
ثمّ إنّ إلياس عليهالسلام نزل واستخفى عند أمّ يونس بن متى ستّة أشهر ويونس عليهالسلام مولود ثمّ عاد إلى مكانه ، فلم يلبث إلّا يسيرا حتّى مات ابنها حين فطمته فعظمت مصيبتها فخرجت في طلب إلياس ورقت الجبال حتّى وجدت إلياس فقالت : إنّي فجعت بموت ابني وألهمني الله تعالى عزوجل الاستشفاع بك إليه ليحيي لي ابني ، فإنّي تركته بحاله ولم أدفنه وأخفيت مكانه.
فقال لها : ومتى مات ابنك؟ قالت : اليوم سبعة أيّام.
فانطلق إلياس وصار سبعة أيّام أخرى حتّى انتهى إلى منزلها ، فرفع يديه بالدعاء واجتهد حتّى أحيى الله تعالى جلّت عظمته بقدرته يونس عليهالسلام ، فلمّا عاش انصرف إلياس ، ولمّا صار ابن أربعين سنة أرسله الله تعالى إلى قومه ، كما قال : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ)(١).
ثمّ أوحى الله تعالى إلى إلياس بعد سبع سنين من يوم أحيى الله يونس عليهالسلام : سلني أعطك ، فقال : تميتني فتلحقني بآبائي ، فإنّي قد مللت بني إسرائيل وأبغضتهم فيك ، فقال تعالى جلّت قدرته : ما هذا باليوم الذي أعري منك الأرض وأهلها ، وإنّما قوامها بك ولكن سلني أعطك.
فقال إلياس : فأعطني ثاري من الذين أبغضوني فيك ، فلا تمطر عليهم سبع سنين قطرة إلّا بشفاعتي ، فاشتدّ على بني إسرائيل الجوع ، وألحّ عليهم البلاء ، وأسرع الموت فيهم ، وعلموا أنّ ذلك من دعوة إلياس ، ففزعوا إليه وقالوا له : نحن طوع يدك ، فهبط إلياس معهم ومعه تلميذه اليسع وجاء إلى الملك فقال : أفنيت
__________________
(١) الصافّات : ١٤٧.