وكانت هذه قبل بدر بشهرين (١).
[غزوة بدر الكبرى]
[٤٨٧ / ٢٨] ـ ثمّ كانت غزوة بدر الكبرى ، وذلك أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله سمع بأبي سفيان ابن حرب في أربعين راكبا من قريش تجّارا قافلين من الشام ، فخرج رسول الله في ثلاثمائة راكب ونيّف وأصحابه أكثرهم مشاة ، معهم ثمانون بعيرا وفرس (٢) ، وذلك في شهر رمضان ، فبلغ أبا سفيان الخبر ، فأخذ العير على الساحل ، وأرسل إلى أهل مكّة يستصرخ بهم ، فخرج منهم ألف رجل ، معهم مائتا فرس ومعهم القينات (٣) يضربن الدفوف ، فلمّا بلغ النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى بدر ـ وهي بئر ـ وقد علم بفوات العير ومجيء قريش شاور أصحابه في لقائهم أو الرجوع.
فقالوا : الأمر إليك ، وكان لواء رسول الله أبيض مع مصعب بن عمير ، ورايته مع عليّ ، وأمدّهم الله بخمسة آلاف من الملائكة ، وكثّر الله المسلمين في أعين الكفّار ، وقلّل المشركين في أعين المؤمنين كيلا يفشلوا ، فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله كفّا من تراب فرماه إليهم ، وقال : شاهت الوجوه ، فلم يبق منهم أحد إلّا اشتغل بفرك عينيه ، وقتل الله من المشركين سبعين رجلا وأسر سبعون منهم : العبّاس ، وعقيل ، ونوفل بن الحارث ـ فأسلموا وكانوا مكرهين في الخروج (٤) ـ وعقبة ابن أبي معيط ، والنضر بن الحارث قتلهما رسول الله صلىاللهعليهوآله بالصفراء (٥).
__________________
(١) إعلام الورى ١ : ١٦٦ وعنه في بحار الأنوار ١٩ : ١٨٨ وانظر سيرة ابن هشام ٢ : ٢٥٢ ، الطبقات الكبرى ٢ : ١٠ ، تاريخ الطبري ٢ : ٤١٠ ، دلائل النبوّة للبيهقيّ ٣ : ١٨.
(٢) في «م» : (بعيرا وفرسا) ، والمثبت موافق لإعلام الورى ١ : ١٦٨ وبقيّة المصادر.
(٣) في إعلام الورى : (القيان) ، قال في المصباح المنير : ٥٢١ : القينة : الأمة البيضاء هكذا قيده بن السكيت ، مغنّية كانت أو غير مغنّية ، وقيل : تختصّ بالمغنّية.
(٤) قوله : (في الخروج) لم يرد في «ص» «م».
(٥) قال ياقوت الحموي في معجم البلدان ٣ : ٤١٢ : وادي الصفراء : من ناحية المدينة وهو واد ـ