قال : فمالي أراك متذلّلا؟ قال : عظم جلالك الذي لا يوصف ذلّلني.
قال : فابشر بالفضل منّي فيما تحبّ يوم لقائي (١) : خالط الناس ، وخالقهم بأخلاقهم ، وزائلهم في أعمالهم بدينك تنل ما تريد منّي يوم القيامة (٢).
[٢٨٢ / ٦] ـ وبهذا الإسناد قال : إنّ الله تعالى أوحى إلى داود عليهالسلام : أنّ العباد تحابّوا بالألسن وتباغضوا بالقلوب ، وأظهروا العمل للدّنيا وأبطنوا الغشّ والدغل (٣).
فصل
[إلهام الله داود القضاء]
[٢٨٣ / ٧] ـ وبإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقيّ ، عن إسماعيل بن إبراهيم ، عن ابن بكير (٤) ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّ داود عليهالسلام كان يدعو الله أن يعلّمه (٥) القضاء بين الناس بما هو عنده تعالى الحقّ ، فأوحى الله إليه : يا داود ، أنّ الناس لا يحتملون ذلك وإنّي سأفعل ، وارتفع
__________________
(١) في الأمالي : (تلقاني).
(٢) عنه وعن الأمالي للصدوق : ٢٦٣ / ذيل الحديث ١ في بحار الأنوار ١٤ : ٣٤ / ٣ بتفصيل في السند مع تقديم وتأخير في المتن ، وفي مستدرك الوسائل ٥ : ٣٩٨ / ٣ عن الأمالي.
وورد صدره في روضة الواعظين : ٤٦١ عن الصادق عليهالسلام إلى قوله : (الفاسقين).
(٣) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٣٧ / ١٤.
(٤) في النسخ : (أبي بكر) ، وما أثبتناه هو الصواب ، وأبي بكر هنا محرّف من ابن بكير وكثرة تصحيفات نسخ الكتاب تقوّي هذا الاحتمال ، ولم نجد رواية أبي بكر عن زرارة وأمّا ابن بكير فزرارة عمّه وهو عمدة مشايخه وقد كثر روايته عنه حتّى اشتهر هذا الطريق ، منها ما رواه محمّد بن خالد البرقي في المحاسن ١ : ٢٤٣ / ٢٣٤ عن «إسماعيل بن إبراهيم عن ابن بكير عن زرارة». (من إفادات سيّدنا الشبيري الزنجاني)
(٥) في «ص» «م» : (أن يسلمه الله) ، وفي البحار : (أن يلهمه الله) بدلا من : (الله أن يعلّمه).