خبر يونس بن متّى ، فجعل عداس يقبّل قدميه (١).
[٤٨١ / ٢٢] ـ ولمّا رجع عليهالسلام من الطائف وأشرف على مكّة وهو معتمر ، كره أن يدخل مكّة وليس له فيها مجير ، فنظر إلى رجل من أهل مكّة من قريش ـ قد كان أسلم سرّا ـ فقال له : ائت مطعم بن عديّ ، فسله أن يجيرني حتّى أطوف وأسعى ، فقال له : ائته وقل له : إنّي قد أجرتك ، فتعال وطف واسع ما شئت ، فأقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال مطعم لولده وأختانه (٢) وأخيه طعيمة : خذوا سلاحكم ، فإنّي قد أجرت محمّدا ، وكونوا حول الكعبة حتّى يطوف ويسعى ـ وكانوا عشرة ـ فأخذوا السلاح.
وأقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى دخل المسجد ورآه أبو جهل ، فقال : يا معشر قريش ، هذا محمّد وحده ، وقد مات ناصره فشأنكم به ، فقال طعيمة : يا عمّ ، لا تتكلّم ، فإنّ أبا وهب قد أجار محمّدا ، فقال أبو جهل : أبا وهب ، أمجير أم صابئ (٣)؟ قال : بل مجير ، قال : إذا لا نخفر (٤) جوارك.
فلمّا فرغ رسول الله من طوافه وسعيه جاء إلى مطعم فقال : يا أبا وهب ، قد أجرت وأحسنت ، فردّ عليّ جواري ، فقال : وما عليك أن تقيم في جواري ، فقال : لا أقيم في جوار مشرك أكثر من يوم ، فقال مطعم : يا معشر قريش ، قد خرج محمّد من جواري (٥).
__________________
(١) إعلام الورى ١ : ١٣٣ وعنه في بحار الأنوار ١٩ : ٥ / ٥ ، دلائل النبوّة ٢ : ٤١٤ ، مناقب ابن شهر آشوب ١ : ٦٨ ، سيرة ابن هشام ٢ : ٦٠ ، تاريخ اليعقوبيّ ٢ : ٣٦.
(٢) الختن زوج البنت (الصحاح ٥ : ٢١٠٧).
(٣) صبأ فلان : إذا خرج من دين إلى دين آخر.
(٤) في إعلام الورى : (يخفر) ، قال في المصباح المنير : ١٧٥ : خفر بالعهد إذا وفى به ، وخفرت الرجل حميته وأجرته من طالبه ، وخفرت بالرجل غدرت به ، وتخفرت به إذا احتميت به.
(٥) إعلام الورى ١ : ١٣٥ وعنه في بحار الأنوار ١٩ : ٧ ، انظر : سيرة ابن هشام ٢ : ٢٠ ، وفاء الوفا بأحوال المصطفى صلىاللهعليهوآله ١ : ٢١٤ ، الكامل في التاريخ ٢ : ٩٢.