أنّهم لا يقتلون (١) أصحابه وهو حيّ ، فأخذ الطريق نحو المدينة ، فاستقبله بعض أصحاب كعب الذين أرسل إليهم يستعين بهم على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فأخبر كعبا بذلك فسار المسلمون راجعين.
قال عبد الله بن صوريا ـ وكان أعلم اليهود ـ : والله إنّ ربّه أطلعه على ما أردتموه من الغدر ، ولا يأتيكم أوّل ما يأتيكم والله إلّا رسول محمّد يأمركم عنه بالجلاء ، فأطيعوني في خصلتين لا خير في الثالث : أن تسلموا فتأمنوا على دياركم وأموالكم وإلّا إنّه يأتيكم من يقول لكم : اخرجوا من دياركم ، فقالوا : هذه أحبّ إلينا ، قال : أما إنّ الأولى خير لكم ، ولو لا أن أفضحكم لأسلمت ، ثمّ بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله محمّد بن مسلمة إليهم يأمرهم بالرحيل ، وأمره أن يؤجّلهم في الجلاء ثلاث ليال (٢).
[غزوة الخندق]
[٤٩٠ / ٣١] ـ ثمّ كانت غزوة الخندق وهي الأحزاب ، في شوّال سنة أربع من الهجرة أقبل حييّ بن أخطب ، وكنانة بن الربيع ، وسلامة (٣) بن أبي الحقيق ، وجماعة من اليهود يقدمون مكّة ، فصاروا إلى أبي سفيان وقريش ، فدعوهم إلى حرب رسول الله ، وقالوا : أيدينا مع أيديكم ونحن معكم حتّى نستأصله ، ثمّ خرجوا إلى غطفان يدعوهم إلى حرب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأخبروهم باتّباع قريش إيّاهم فاجتمعوا معهم ، وخرجت قريش.
__________________
(١) قوله : (أنّهم لا يقتلون) من البحار وإعلام الورى ١ : ١٨٨.
(٢) إعلام الورى ١ : ١٨٨ وعنه في بحار الأنوار ٢٠ : ١٦٣ / ١ ، وانظر : سيرة ابن هشام ٣ : ١٩٩ ، الطبقات الكبرى ٢ : ٥٧ ، دلائل النبوّة للبيهقيّ ٣ : ١٨٠.
(٣) في إعلام الورى ١ : ١٩٠ والبحار ٢٠ : ١٨٢ (سلام) بدلا من : (سلامة).