وإذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم ، وأكثر التبسّم في وجوههم ، فإذا دعوك فأجبهم ، وإذا استعانوك فأعنهم ، واغلبهم بطول الصمت وكثرة البرّ والصلاة وسخاء النفس بما معك من دابّة أو مال أو زاد ، وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم ، وإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم ، واسمع ممّن هو أكبر منك سنّا ، وإن تحيّرتم في طريقكم فانزلوا ، وإن شككتم في القصد فقفوا وتآمروا.
وإذا قربت من المنزل فانزل عن دابّتك ، ثمّ ابدأ بعلفها قبل نفسك فإنّها نفسك ، وإن استطعت أن لا تأكل من الطعام حتّى تتصدّق منه فافعل ، وعليك بقراءة كتاب الله ما دمت راكبا ، والتسبيح ما دمت عاملا ، وبالدعاء ما دمت خاليا (١).
فصل
[في آداب المعاملة]
[٢٧١ / ١٢] ـ وبإسناده قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : قال لقمان (٢) : يا بنيّ ، إيّاك والضجر وسوء الخلق وقلّة الصبر ، فلا يستقيم على هذه الخصال صاحب ، والزم نفسك التؤدة في أمورك ، وصبّر على مؤنات الإخوان نفسك ، وحسّن مع جميع الناس خلقك.
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤١٩ / ١٣.
وورد صدره في تفسير القمّيّ ٢ : ١٦٤ مع زيادة بعض العبارات : عن القاسم بن محمّد .. إلى آخر السند في المتن وعنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤١١ / ضمن الحديث ٢.
وورد ذيله في المحاسن ٢ : ٣٧٥ / ١٤٥ ، والكافي ٨ : ٣٤٨ / ٥٤٧ ، ومن لا يحضره الفقيه ٢ : ٢٩٦ / ٢٥٠٥ وعنها في وسائل الشيعة ١١ : ٤٤٠ / ٥٢ ، ومكارم الأخلاق : ٢٥٢ / باب آداب المسافر ، وفي تفسير مجمع البيان ٨ : ٨٣ : عن كتاب من لا يحضره الفقيه ، وفيها تفاوت في المتن مع زيادة بعض المقاطع.
(٢) في «م» زيادة : (لابنه).