حدّثنا مصعب ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا أراد قضاء حاجة أبعد في المشي ، فأتى يوما واديا لحاجة ، فنزع خفّه وقضى حاجته ، ثمّ توضّأ وأراد لبس خفّه ، فجاء طائر أخضر ، فحمل الخفّ وارتفع به ثمّ طرحه ، فخرج منه أسود (١) ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : هذه كرامة أكرمني الله بها ، «اللهمّ إنّي (٢) أعوذ بك من شرّ من يمشي على بطنه ، ومن شرّ من يمشي على رجلين ، ومن شرّ من يمشي على أربع ، ومن شرّ كلّ ذي شرّ ، ومن شرّ كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم» (٣).
واعلم أنّ لكلّ عضو من أعضاء محمّد صلىاللهعليهوآله معجزة واحدة :
فمعجزة الرأس ، هو أنّ الغمامة ظلّت (٤) على رأسه.
ومعجزة عينيه (٥) ، هو أنّه كان يرى من خلفه كما يرى من أمامه.
ومعجزة أذنيه أنّه كان يسمع الأصوات في النوم (٦) ، كما يسمع في اليقظة.
ومعجزة لسانه هي أنّه قال للضبّ : من أنا؟ قالت (٧) : أنت رسول الله.
ومعجزة يديه أنّه خرج من بين أصابعه الماء (٨).
ومعجزة رجليه أنّه كان لجابر بئر زعاق (٩) ، فشكا إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله العطش ، فدعا
__________________
(١) قد يراد به : العقرب ، قال في المصباح المنير : ٢٩٤ : اقتلوا الأسودين في الصلاة يعني : الحيّة والعقرب.
(٢) في «ر» «س» زيادة : (أسألك و).
(٣) عنه في بحار الأنوار ١٧ : ٤٠٥ / ٢٤ وج ٩٥ : ١٤١ / ٤.
(٤) في «ر» «س» : (الغمام ظلّلت).
(٥) في «س» : (عينه).
(٦) في «ر» «س» : (المنام).
(٧) في «ر» «س» : (قال).
(٨) انظر : الخرائج والجرائح ١ : ٢٨ / ١٧ ، كشف الغمّة ١ : ٢٣ وعنهما في بحار الأنوار ١٨ : ٢٧ / ١٠ ، إعلام الورى ١ : ٧٥.
(٩) في البحار : (ماؤها زعاق). والزعاق : المرّ.