موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّ سلمان قال : كنت رجلا من (١) أهل شيراز ، فبينا أنا سائر مع أبي في عيد لهم إذا برجل من صومعة ينادي : أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّ عيسى روح الله ، وأنّ محمّدا حبيب الله ، فوقع ذكر محمّد (٢) في لحمي ودمي ، فلم يهنّئني طعام ولا شراب ، فلمّا انصرفت إلى منزلي فإذا أنا بكتاب من السقف معلّق ، فقلت لأمّي : ما هذا الكتاب؟ فقالت : يا روزبه ، إنّ هذا الكتاب لمّا رجعنا من عيدنا رأيناه معلّقا ، فلا تقربه يقتلك أبوك.
قال : فجاهدتها حتّى جنّ الليل ونام أبي وأمّي ، فقمت فأخذت الكتاب وإذا فيه : «بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا عهد من الله إلى آدم إنّي خالق من صلبه نبيّا يقال له : محمّد ، يأمر بمكارم الأخلاق ، وينهى عن عبادة الأوثان ، يا روزبه ، ائت وصيّ وصيّ عيسى وآمن (٣) واترك المجوسيّة.
قال : فصعقت صعقة ، فعلمت أمّي وأبي بذلك ، فجعلوني في بئر عميقة ، فقالوا : إن رجعت وإلّا قتلناك ، قال : ما كنت أعرف العربيّة قبل قراءتي (٤) الكتاب ، ولقد فهّمني الله تعالى العربيّة من ذلك اليوم ، قال : فبقيت في البئر ينزلون إليّ قرصا ، فلمّا طال أمري رفعت يديّ إلى السماء ، فقلت : يا ربّ ، إنّك حبّبت محمّدا إليّ فبحقّ وسيلته عجّل فرجي.
فأتاني آت عليه ثياب بيض ، فقال : يا روزبه ، قم ، وأخذ بيدي وأتى بي الصومعة ، فأشرف عليّ (٥) الديرانيّ ، فقال : أنت روزبه؟ فقلت : نعم (٦) فأصعدني
__________________
(١) في «ر» «س» : (في).
(٢) في «ر» «س» : (فلمّا سمعت ذكر محمّد وقع) بدلا من : (فوقع ذكر محمّد).
(٣) في البحار : (أنت وصيّ عيسى فآمن).
(٤) في «ر» «س» : (ذلك).
(٥) قوله : (عليّ) لم يرد في «ر» «س» «ص».
(٦) قوله : (فقلت : نعم) لم يرد في «ر» «س» «ص».