يا بنيّ ، إن عدمت ما تصل به قرابتك وتتفضّل به على إخوتك (١) ، فلا يعدمنّك حسن الخلق وبسط البشر ، فإنّه من أحسن خلقه أحبّه الأخيار وجانبه (٢) الفجّار ، واقنع بقسم الله لك يصف عيشك ، فإن أردت أن تجمع عزّ الدنيا ، فاقطع طمعك ممّا في أيدي الناس ، فإنّما بلغ الأنبياء والصدّيقون ما بلغوا بقطع طمعهم (٣).
[٢٧٢ / ١٣] ـ وقال الصادق عليهالسلام : قال لقمان (٤) : يا بنيّ ، إن احتجت إلى سلطان فلا تكثر الإلحاح عليه ، ولا تطلب حاجتك منه إلّا في مواضع الطلب ، وذلك حين الرضا وطيب النفس ، ولا تضجرنّ بطلب (٥) حاجة ، فإنّ قضاءها بيد الله ولها أوقات ، ولكن ارغب إلى الله وسله وحرّك أصابعك إليه.
يا بنيّ ، إنّ الدنيا قليل وعمرك قصير.
يا بنيّ ، احذر الحسد ، فلا يكوننّ من شأنك ، واجتنب سوء الخلق ، فلا يكوننّ من طبعك ، فإنّك لا تضرّ بهما إلّا نفسك ، وإذا كنت أنت الضارّ لنفسك كفيت عدوّك أمرك ، لأنّ عداوتك لنفسك أضرّ عليك من عداوة غيرك.
يا بنيّ ، اجعل معروفك في أهله ، وكن فيه طالبا لثواب الله ، وكن مقتصدا ولا تمسكه تقتيرا ولا تعطه تبذيرا.
__________________
(١) في «ر» «س» والبحار : (إخوانك).
(٢) في «ر» زيادة : (الأشرار).
(٣) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤١٩ / صدر الحديث ١٤ ومستدرك الوسائل ٨ : ٤٤٩ / ٣١ باختصار وفي ج ١٢ : ٦٦ / ٦ وص ٦٩ / ٨ (قطعة منه).
وورد قريب منه في الخصال : ١٤٧ / ١٧٨ : عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ٧٠ : ٢٩٧ / ٦ و ٧١ : ١٧٤ / ٦ و ٧٤ : ٣٩٦ / ١٦.
(٤) في «م» زيادة : (لابنه).
(٥) في «ر» «س» : (من طلب).