وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (٢٢) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ (٢٣) وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (٢٤) أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ
____________________________________
(وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ) وهي مدينة في اليمن ، سميت باسم رجل كان يسمى «سبأ» لسكونة أولاده فيها «بنبإ» أي بخبر ـ متعلق ب «جئتك» (يَقِينٍ) لا كذب فيه.
[٢٤](إِنِّي وَجَدْتُ) في ذلك البلد (امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ) أي أنها ملكة عليهم ، ومراده بالمرأة «بلقيس» ومعنى تملكهم تتصرف فيهم تصرف الملّاك في أملاكهم (وَأُوتِيَتْ) أي أعطيت (مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) يحتاج إليه الملوك ، من المال والجلال والجاه ونفوذ الكلمة وما أشبهها (وَلَها عَرْشٌ) أي كرسي تجلس عليه (عَظِيمٌ) وبعد ما ذكر الهدهد ملكها بين دينها.
[٢٥] قال (وَجَدْتُها وَقَوْمَها) أي أتباعها (يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ) فلا يسجدون لله سبحانه ، وإنما سجدتهم للشمس (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ) حيث أن الشيطان هو الذي يوحي ويوسوس إلى الكفار والعصاة بكفرهم وعصيانهم (فَصَدَّهُمْ) أي منعهم (عَنِ السَّبِيلِ) الحق ، وهو سبيل الدين ، وسبيل الله سبحانه (فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ) إلى السبيل حيث إن الشيطان منعهم عنه.
[٢٦] فقد منعهم عن السبيل لكي (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ)