فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ (٢٥) اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٢٦) قالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ (٢٧) اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ
____________________________________
أي المخفي من الأشياء (فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فإن المخلوقات كلها مخفية في كتم العدم وإنما يخرجها الله سبحانه إلى الوجود ، ولعلّ توصيف الهدهد ، لله سبحانه بهذا الوصف ، لأجل أنه سبحانه زوده بنظر حادّ يرى به الماء تحت الأرض كما يرى الإنسان الماء في القارورة (وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ) في أنفسكم ، وفي أسراركم ، ومن مخابئ في الأرض (وَما تُعْلِنُونَ) من الكلام ومن سائر الأشياء.
[٢٧](اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) فلا شريك له ، من شمس أو غيرها (رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) أي الملك العظيم ، الذي وسع كرسيّه السماوات والأرض ، فما ذكرته من كون عرش بلقيس عظيم ، إنما هو عظيم بالنسبة إلى عروش الدنيا ، أما العرش العظيم الذي هو أعظم من كل شيء فهو عرش الله سبحانه ، وقد يحتمل أن يكون هذا من كلام سليمان ، أو من كلامه تعالى في القرآن.
[٢٨] ولما أخبر الهدهد سليمان عليهالسلام بهذا الخبر (قالَ) سليمان (سَنَنْظُرُ) في قولك ونبحث عن خبرك لنرى (أَصَدَقْتَ) في مقالك (أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ)؟ أي في جملتهم ومنهم.
[٢٩] ثم كتب سليمان عليهالسلام كتابا يأمر فيه بلقيس بالإيمان وبأن تسافر إليه وأعطاه إلى الهدهد ليوصله إليها وقال له (اذْهَبْ) يا هدهد (بِكِتابِي هذا) الذي كتبته (فَأَلْقِهْ) أي اطرحه