وَلَقَدْ
آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا
عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (١٥) وَوَرِثَ سُلَيْمانُ
داوُدَ وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ
كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ
____________________________________
[١٦] ثم يأتي
السياق لبيان قصة داود وسليمان وهما من أنبياء بني إسرائيل بعد موسى عليهالسلام ، وإذ شاهدنا بعض قصص موسى فلنشاهد بعض قصص هذين
النبيين العظيمين ، مع الارتباط لما ذكر هنا بموضوع العقيدة ارتباطا وثيقا (وَلَقَدْ آتَيْنا) أي أعطينا (داوُدَ وَسُلَيْمانَ) وهو ابن داود عليهماالسلام (عِلْماً) أي علما عظيما ، ومن جملة علومهم كان علم الحكومة
والفصل في القضايا (وَقالا الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا) بالرسالة والعلم وسائر الأمور (عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ
الْمُؤْمِنِينَ) وإنما قالوا «على كثير» لأن جملة من عباد الله المؤمنين
ـ وهم جماعة من الأنبياء ـ مساوون لهما أو أفضل منهما.
[١٧](وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ) في الأمور المعنوية والمادية ، وبهذه الآية استدلت
الصديقة الطاهرة عليهاالسلام ، على أن الأنبياء عليهمالسلام يورثون في مقابل الحديث المختلف الذي نسبوه إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كذبا وزورا ب «إنا ٢ معاشر الأنبياء لا نورث ، ما
تركناه صدقة» (وَقالَ) سليمان عليهالسلام على وجه الشكر والاعلام (يا أَيُّهَا النَّاسُ
عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ) أي نطقها ، فإن الطيور تتكلم بعضها مع بعض ، وقد منح
الله سبحانه فهم نطقها لسليمان عليهالسلام والمنطق مصدر ميمي بمعنى النطق (وَأُوتِينا) أي أعطينا (مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) ما يحتاج إليه الأنبياء عليهمالسلام والملوك ، من العلم والقدرة والمال والجاه وغيرها (إِنَّ هذا) الذي منحنا الله سبحانه (لَهُوَ الْفَضْلُ