الْمُبِينُ (١٦) وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٧) حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (١٨) فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها
____________________________________
الْمُبِينُ) الظاهر الذي تفضل علينا به.
[١٨](وَحُشِرَ) أي جمع (لِسُلَيْمانَ) عليهالسلام ، في ذات يوم (جُنُودُهُ) فقد أحضر الجميع بخدمته (مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ) فقد كان الجميع مسخرين له بأمر الله سبحانه وقدرته (فَهُمْ يُوزَعُونَ) أي يمنعون ، ويحبس أولهم عن المضي ليلحقه الأخير من الجيش فيجتمعون ، من وزع بمعنى منع ، يقال ليس لفلان وازع ، أي مانع يمنعه عن العمل الفاسد.
[١٩](حَتَّى إِذا أَتَوْا) سليمان مع الجنود (عَلى وادِ النَّمْلِ) إضافة إلى النمل لكثرة النمل في ذلك الوادي (قالَتْ نَمْلَةٌ) والتاء للوحدة كتمرة وتمر ، وشجرة وشجر (يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ) وجحوركم (لا يَحْطِمَنَّكُمْ) التحطيم التكسير والتهشيم أي لا يكسرنكم ولا يدوسكم بالأقدام (سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) ولا يلتفتون إلى تحطمكم فإن الإنسان لا يبالي بتحطيم النمل وصغار الحيوان ، ويظهر من هذا أنهم كانوا ركبانا ومشاة ، لا محمولين على الريح في الهواء.
[٢٠] وشاء الله سبحانه أن يسمع سليمان كلام النملة (فَتَبَسَّمَ) سليمان (ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها) التبسم هو مقدمة الضحك ، فإنه ضحك خفيف ، والإتيان بضاحكا ، لإفادة أنه عليهالسلام ضحك ضحكا كثيرا لكن على نحو