فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (١٣) وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (١٤)
____________________________________
[١٤] فذهب موسى إلى فرعون بتلك الآيات ، وأظهرها له (فَلَمَّا جاءَتْهُمْ) أي جاءت فرعون وقومه (آياتُنا) معاجزنا التي زودنا بها موسى عليهالسلام (مُبْصِرَةً) أي في حال كون تلك الآيات تبصّر عن العمى ، وتهدي السبيل (قالُوا هذا) الذي جئت به يا موسى (سِحْرٌ مُبِينٌ) واضح ظاهر ، فليس ما جئت به إعجازا ، وإنما هو سحر.
[١٥](وَجَحَدُوا) أي أنكر آل فرعون (بِها) أي بالآيات والباء في «بها» من قبيل «الباء» في (فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً) (١) كما تقدم في تفسير الآية (وَاسْتَيْقَنَتْها) أي علموا أنها معاجز علم يقين (أَنْفُسُهُمْ) فاعل استيقنتها أي تيقنت نفوسهم بالآيات ، وإنما جيء بلفظ «أنفسهم» للدلالة على رسوخ اليقين والاطمئنان في النفوس ، وإنّما جحدوا بعد اليقين (ظُلْماً) على أنفسهم بالكفر ، وعلى بني إسرائيل الذين اضطهدوهم (وَعُلُوًّا) أي طلبا للعلو والرفعة وتكبرا (فَانْظُرْ) يا رسول الله ، أو كل من يتأتّى منه الرؤية ، والمراد رؤية القلب (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) أي فرعون وقومه الذين أفسدوا بالكفر والعصيان فقد كانت عاقبتهم أن أغرقهم الله سبحانه في البحر ، حتى لم تبق منهم باقية ، وأورث أرض مصر بني إسرائيل ، وجعل كلمته هي العليا ، وكلمة الذين كفروا السفلى.
__________________
(١) الفرقان : ٦٠.