فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (١١) وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (١٢)
____________________________________
فإنه يخاف أن لا يغفر ذنبه ، وخصص الخوف بهؤلاء ، لأن من لم يسيء ، ومن أساء ولم يتب ، لا يخافان فإن الأول لا موجب لخوفه ، والثاني لا يعترف وإلّا تاب ، وغير المعترف لا يخاف ، وفي الكلام انتقال من الخوف من الأسباب الخارجية ـ كالحيّة ـ إلى الخوف من عذاب الله وانتقامه ومن تاب بعد العصيان (فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) أغفر ذنبه ، وأتفضل عليه وهو فوق الغفران ، فإنك قد تغفر للمذنب ثم تعطيه فوق ذلك دينارا ، وكان هذا الكلام «إلا من ظلم ... إلى آخره» تمهيد لحال الكفار والعصاة الذين يرسل إليهم موسى عليهالسلام وتعليم لموسى بأنّ الله غفّار لمن تاب.
[١٣](وَأَدْخِلْ) يا موسى (يَدَكَ فِي جَيْبِكَ) وهو شق الثوب الأعلى طرف الحلق ، فكان يدخل يده من الشق ، ويجعلها تحت إبطه (تَخْرُجْ) اليد حين تخرجها (بَيْضاءَ) مشرقة كالشمس (مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) أي من غير أن يكون البياض من أجل المرض والبرص ، وهي آية أخرى زوّد بها موسى عليهالسلام حجة على نبوته (فِي تِسْعِ آياتٍ) أي إنا أرسلناك في تسع معجزات ، والإتيان ب «في» لتشبيه الإنسان الحائز لها ، بالّذي في وسط الشيء ، لأنها تحيط بها وتحرسها وكأنّها مشتملة عليه كما يقال جاء فلان في جلالة (إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ) القبط الكافرين بالله وباليوم الآخر (إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) أي خارجين عن طاعة الله سبحانه ، وأمره ، من فسق بمعنى خرج.