لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (٦) إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (٧)
____________________________________
(لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ) أي لتعطى القرآن ، والتلقي الأخذ (مِنْ لَدُنْ) أي من طرف إله (حَكِيمٍ) في أمره يفعل الأشياء حسب المصالح ويضع الأمور في مواضعها (عَلِيمٍ) عالم بالأشياء ، ولا تلازم بين الوصفين خارجا ، ولذا جيء بهما ، إذ رب عالم لا حكمة له ، أو رب حكيم لا علم له.
[٨] ثم يأتي السياق لينقل طرفا من قصة موسى عليهالسلام تسلية للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وتنبيها للكفّار على عاقبة المجرمين ، وقد تكررت هذه القصة في القرآن الحكيم ، لكن بمزايا وخصوصيات وملامح مختلفة ، فاذكر يا رسول الله (إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ) أي زوجته بنت شعيب لما رجع من بلاده يقصد مصر ، وقد كان وحيدا في الصحراء في ليلة مظلمة ، وأخذ زوجته الطلق ، وضل الطريق (إِنِّي آنَسْتُ) أي أبصرت ، ما يؤنس ويفرح فقد رأيت (ناراً) فقد رأى من بعيد ما يشبه النار في شجرة (سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ) فالزموا مكانكم ، حتى أذهب وأجيء بخبر النار هل يمكن الاستفادة منها أم لا؟ وإنها لمن؟ لعلنا نتمكن أن نذهب إلى أصحابها ليعاونونا في مشكلتنا (أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ) أي بشعلة منها ، والشهاب قطعة منها وقبس بمعنى الشيء الذي يؤخذ ويقتبس (لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) والاصطلاء الاستدفاء بالنار ، من صلّى ، وأصله «اصتلى» بالتاء ، قلبت «طاء» على قاعدة باب التفعيل وإنما أتى بالضمائر جمعا ، مع أن المراد زوجته فقط ، إما تعظيما ، أو لما سبق ،