زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (٤) أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (٥) وَإِنَّكَ
____________________________________
بالآخرة يلازم الإيمان بسائر أصول الاعتقاد (زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ) بأن جعلنا الإنسان بحيث إذا تكرر منه شيء زيّن في نظره للملكة الحاصلة له من التكرار ، فإنهم لما وقفوا في الصف المقابل للمؤمنين وعملوا بالكفر والمعاصي وتمادوا فيها ، حصلت لهم ملكة حسب أعمالهم تدريجيا ، حتى ترسخت الرغبة قلوبهم ، ومن المعلوم أنّ الله خلق البشر هكذا ، فيصبح نسبة التزيين إليه تعالى ، باعتبار أنه الخالق والسبب الأول ، أو باعتبار عدم الضرب على أيديهم ، كما يقال أفسد الملك اللص الفلاني ، بمعنى أنّه لم يضرب على يده ولم ينتقم منه ، ومن المعلوم أن التزين لأعمالهم في نظرهم لا ينافي أنهم يعلمون بطلان طريقتهم ، كما نشاهد الفساق المنصفين يعترفون بأن أعمالهم باطلة ، مع أن العمل مزين في نظرهم ، حتى لا يتمكنون بسهولة من مفارقتها (فَهُمْ يَعْمَهُونَ) العمه عمى القلب ، أي يمشون في المعاصي ، كما يمشي الإنسان الأعمى في الطريق ، لا يهتدي سبيلا.
[٦](أُوْلئِكَ الَّذِينَ) لم يؤمنوا بالآخرة (لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ) أي العذاب السيئ وهو عذاب النار (وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ) أي في الدار الآخرة (هُمُ الْأَخْسَرُونَ) إذ لم يربحوا شيئا وقد خسروا أنفسهم ، حيث ألقوها في العذاب والنار الأبدية ، والمراد ب «الأخسر» إما التفضيل باعتبار أنهم أكثر خسارة من العصاة ، وإما منسلخ عن معنى التفضيل في مقابل أهل الجنة ، فالمعنى هم الخاسرون.
[٧](وَإِنَّكَ) يا رسول الله ، لست كما يقولون إن قرآنك شعر أو كهانة ، بل