طس تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ (١) هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (٢) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٣) إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ
____________________________________
[٢](طس) «طاء» و «سين» وهما نموذج من حروف الهجاء (تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ) ف «طس» مبتدأ ، و «تلك» خبره ، وهذا أحد الأقوال في المسألة ، أو هي رموز بين الله وبين خاتم الأنبياء ، كما ورد على قول آخر ، أو غير ذلك مما تقدمت الإشارة إلى بعضها (وَكِتابٍ مُبِينٍ) أي واضح ظاهر لا غموض فيه ولا التواء ، وإنما أتى بوصفين للدلالة على أنه يقرأ ويكتب ، ولعلّه إشارة إلى لزوم الاحتفاء بالقرآن من جميع النواحي ، فإنه للكتابة والقراءة.
[٣](هُدىً) أي في حال كونه هداية إلى طريق الحق (وَبُشْرى) أي بشارة بالثواب والسعادة (لِلْمُؤْمِنِينَ) به فإنهم هم الهادون المبشرون أما غيرهم فإنهم ضالون منذرون.
[٤](الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ) بإتيانها في أوقاتها مع شرائطها وآدابها ويداومون عليها (وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) يعطونها ، والمراد الزكاة المستحبة أي الصلاة والصدقات ، لأن السورة مكية ولم تفرض هناك الزكاة ، أو المراد الأعم باعتبار التشريع مستقبلا (وَهُمْ بِالْآخِرَةِ) أي بالنشأة الآخرة من سؤال القبر والبعث والجزاء وغيرها (هُمْ يُوقِنُونَ) أي لا يشكون ، فهم معترفون بالمعاد ، وتكرار «هم» لعلّه لإفادة أن غير مقيم الصلاة ومؤتي الزكاة لا يوقن بالآخرة ، وإن اعترف لسانا بها.
[٥](إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) وأعرضوا عن قبول الإيمان ، فإن الإيمان