وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى رَبَّنا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً (٢١) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً (٢٢)
____________________________________
[٢٢](وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا) وهم الكفار المنكرون للبعث ، الذين ليس لهم حتى الأمل والرجاء في لقاء جزاء الله وحسابه (لَوْ لا) أي هلّا (أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ) ليخبرونا بأن محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم نبي (أَوْ نَرى رَبَّنا) فيخبرنا بذلك ، ويأمرنا بإطاعة الرسول واتّباعه ، فرد عليهم الله سبحانه بقوله (لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا) أي تكبروا ، وكان الإتيان من باب الاستفعال لإفادة أنهم إنما طلبوا الكبر ، مع أن نفوسهم كانت مذعنة ، كما قال تعالى : (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ) (١) (فِي أَنْفُسِهِمْ) أي في أمر أنفسهم حيث دفعوها إلى مستوى أن تنزل عليهم الملائكة أو يرون الله (وَعَتَوْا) أي طغوا (عُتُوًّا كَبِيراً) أي طغيانا عظيما وتمردوا غاية التمرد.
[٢٣] إنهم لا بد وأن يروا الملائكة لكن في وقت لا فائدة في إيمانهم حينذاك (يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ) عند قبض أرواحهم (لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ) إنما يبشرون بالجنة والثواب في هذه الدنيا ، قبل أن ينكشف لهم العالم الآخر ، أما يوم الانكشاف عند قبض الروح ، لا بشارة لهم ، وإنما عذاب ونكال ، وذلك كناية عن رفع التكليف (وَيَقُولُونَ) أي يقول الكفار في ذلك اليوم (حِجْراً مَحْجُوراً) كانت
__________________
(١) النمل : ١٥.