فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٧) ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللهِ النَّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ جَزاءً بِما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (٢٨) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا
____________________________________
[٢٨](فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً) في الدنيا بالقتل والأسر والضنك ، وغيرها ، وفي الآخرة بالنار والهوان (وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ) أي نجازيهم بأقبح أعمالهم ، أما أعمالهم الحسنة ، فإنها تحبط ، أو نجازيهم بأقبح جزاء في مقابل العصاة المعادين الذين لا يجازون إلا بالقبيح.
[٢٩](ذلِكَ) الذي تقدم من (أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ)(جَزاءُ أَعْداءِ اللهِ) «ذلك» مبتدأ ، و «جزاء» خبره ، و (النَّارُ) بدل من «جزاء» أي ذلك الذي ذكرنا هو النار (لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ) فهم مخلدون في النار أبد الآبدين (جَزاءً بِما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ) أي ينكرون الآيات الدالة على وجودنا ، وسائر صفاتنا ، من الآيات التكوينية والتشريعية ، كالقرآن الحكيم.
[٣٠](وَ) إذ دخل الكفار النار ، أرادوا الانتقام من الذين أضلوهم في الدنيا ، و (قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) والمراد بالجن الشيطان ، والمراد الطائفتين لا الشخصين ، فهم يريدون الانتقام من الشياطين الموسوسين لهم ، والبشر المضلين إياهم ، لكي (نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا) في النار ، لنسحقهم ، أو ليكونوا أشد عذابا ،