وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ (٢٥) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (٢٦)
____________________________________
(وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ) أي ثبت في حقهم العذاب ، فقد صاروا في قطيع الكافرين ، وأهل النار ، فهم داخلون (فِي أُمَمٍ) كافرة كانت (قَدْ خَلَتْ) ومضت (مِنْ قَبْلِهِمْ) أي من قبل هؤلاء الكفار (مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) فهؤلاء داخلون في زمرة أولئك (إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ) حيث خسروا سعادة الدنيا والآخرة.
[٢٧] ثم يأتي السياق لبيان حال الكفار ، أمام القرآن وصنيعهم لإبطاله ، وعدم وصوله إلى الناس (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) من أهل مكة ، بعضهم لبعض (لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ) الذي يقرأه الرسول ، لئلا تتأثروا به ، ويجذبكم إلى الإيمان (وَالْغَوْا فِيهِ) أي عارضوه باللغو الباطل (لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) الرسول ، فقد كان بعض الكفار ، إذا قرأ الرسول القرآن ، جاءوا ، ورفعوا أصواتهم بالكلام الهدر ، ليخلطوا على الرسول ، فلا يتمكن من القرآن ، ولئلا يسمع الناس الذين يستمعون إلى كلام الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى يؤثر فيهم القرآن ، وفوق ذلك ، إن بعض الكفار ، كان يقف على باب المسجد الحرام ، فإذا أراد أحد الدخول ، في المسجد للطواف ـ والرسول جالس قرب الكعبة يتلو ـ ملأ أذنه قطنا ، ويحذره من سماع القرآن ، قائلا أن فيه سحرا يؤثر ، كما فعلوا ذلك بالوفد الذي أتى من المدينة ، للإصلاح بين الأوس والخزرج.