وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (١٨) وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٩) حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٠)
____________________________________
صالح وعقر الناقة ـ كما مرت قصتهم سابقا ـ.
[١٩](وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا) في هاتين القصتين (وَكانُوا يَتَّقُونَ) المعاصي ، فلم يصيبهم العذاب.
[٢٠](وَ) اذكر يا رسول الله (يَوْمَ يُحْشَرُ) أي يجمع (أَعْداءُ اللهِ) وهم الكفار والعصاة (إِلَى النَّارِ) أي منتهين إلى النار (فَهُمْ يُوزَعُونَ) أي يحبس أولهم ليلحق بهم آخرهم ، من وزع ، بمعنى حبس ، ومنع والمعنى إذا حشروا حبسوا هناك على حافة النار قبيل دخولها ، وفيه زيادة إهانة وإرهاب.
[٢١](حَتَّى إِذا ما جاؤُها) أي وصلوا إلى النار ، و «ما» زائدة جيء بها ، لتأكيد اتصال الشهادة بالحضور ـ كما في الصافي ـ (شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ) بالاستماع إلى المحارم (وَأَبْصارُهُمْ) بالنظر إلى المحرمات (وَجُلُودُهُمْ) بلمس الحرام ، من أخذ ، ومشي عليه ، وزنا ، وما أشبه (بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) من أنواع المعاصي ، كما قال سبحانه (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) (١) فإن الله سبحانه ، يجعل فيها حاسة النطق والتكلم ، كما جعل في اللسان.
__________________
(١) يس : ٦٦.