وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (١٥) فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ (١٦) وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٧)
____________________________________
الله أيضا (وَكانُوا بِآياتِنا) أي أدلتنا الدالة على وجودنا ، وسائر صفاتنا (يَجْحَدُونَ) أي ينكرون ولا يعترفون.
[١٧](فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ) الريح الصرصر ، هي الريح الباردة من الصرّ بمعنى البرد ، أو هي الريح العاصفة ، ذات الصوت الشديد ، والصيحة المزعجة ، ونحسات ، جمع نحس ، وهي الأيام المشؤومة المنحوسة ، وإنما كانت الأيام نحسات ، لما يحدث فيها من العذاب ، والنكال ، وإنما أرسلنا هذه الريح عليهم (لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ) أي العذاب الذي يخزيهم ويذلهم (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) أي في هذه الحياة القريبة قبل حياة الآخرة (وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ) المعدّ لهم (أَخْزى) أكثر إذلالا لهم (وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ) أي لا ينصرهم أحد من بأس الله تعالى.
[١٨](وَأَمَّا ثَمُودُ) قوم صالح عليهالسلام (فَهَدَيْناهُمْ) أي بيّنا لهم طريق الخير والشر والإيمان والكفر (فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى) أي اختاروا التعامي عن الحق على الهداية ، وسلوك طريق الدين ، ومعنى استحب طلب حب الشيء (فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ) أي العذاب ذو الذلّ والهوان ، صعقهم وأهلكهم (بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) من تكذيب