بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (١٤) فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً
____________________________________
بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ) أي من كل طرف من أطرافهم قبلهم وبعدهم ، حتى يحيطوا بهم لعلهم يؤمنوا ـ وهذا كناية عن إصرار الرسل عليهم بالإيمان ، أو المراد أنذروهم من جهة دنياهم وآخرتهم ، إن لم يؤمنوا ، قائلين لهم (أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ) فلا تشركوا به عبادة الأصنام ، لكن هؤلاء الأقوام لم ينفعهم الإنذار ، بل (قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا) أن نؤمن به وحده ، ولا نشرك به شيئا ، ولا نفعل المعاصي ـ كما تقولون ـ (لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً) لدعوتنا إلى هذه الأمور (فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ) إذ لا نعتقد بأنكم رسل من الله تعالى.
[١٦](فَأَمَّا عادٌ) قوم هود عليهالسلام (فَاسْتَكْبَرُوا) وتجبّروا (فِي الْأَرْضِ) حين وصفوا أنفسهم فوق حقيقتهم ، بل رأوها أعظم من الإيمان بالله واتباع رسله (بِغَيْرِ الْحَقِ) فلم يكن ترفيعهم نفوسهم بالحق لعلم أو إيمان ، أو ما أشبه ، بل لمجرد الظلم والطغيان (وَقالُوا) مغترين بقواهم البدنية والمالية ، وما أشبه (مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً) حتى يتمكن من تعذيبنا ، فقد هددهم نبيّهم بالعذاب ، إن تمادوا في الطغيان ، فقالوا نحن نقدر دفعه ، إذ لا أقوى منا ، حتى يتمكن من تعذيبنا ، وقد ردهم الله سبحانه بقوله (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً) فلو شاء أهلكهم ، ولم يتمكنوا من دفع عذابه بقواهم ، التي هي من قبل