وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (١٢) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ (١٣) إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ
____________________________________
أمرها ، فإن الوحي يطلق على التيسير حسب الصلاح والحكمة ، نحو (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) (١) أو المراد أوحى إلى الملائكة الذين فيها ، بأمور السماء وتنظيم شؤونها (وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا) أي السماء القريبة من الأرض (بِمَصابِيحَ) أي النجوم ، فإن جعل الفضاء الملاصق للأرض ، بحيث يخرقه النور ، حتى يراه الإنسان قد تزيّن له ، وإنما سمى الكواكب مصابيح ، لأنها كالمصابيح تضيء (وَحِفْظاً) أي لأجل الحفظ ، فإن الكواكب مراكز لرجم الشياطين ، الذين يريدون اختلاس الكلمات ، التي تدار هناك حول الأرض ، فإنهم يرجمون من الكواكب بالشهب (ذلِكَ) الذي ذكر (تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ) في سلطانه الغالب على كل شيء (الْعَلِيمِ) بالمصالح.
[١٤](فَإِنْ أَعْرَضُوا) أي أعرض هؤلاء الكفار عن الإيمان (فَقُلْ) يا رسول الله لهم (أَنْذَرْتُكُمْ) أي أخوّفكم (صاعِقَةً) أي عذابا ، وإنما سمي العذاب صاعقة ، لأنه يصعق الإنسان ويهلكه ، والتأنيث ، باعتبار أنها وصف للنار النازلة من السماء ، في العذاب غالبا (مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ) أي كعذاب قوم هود وصالح ، حيث لم يؤمنوا فأهلكوا.
[١٥](إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ) أي نزل بهم العذاب حين أتتهم رسل الله (مِنْ
__________________
(١) النحل : ٦٩.