فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ (١١) فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها
____________________________________
في المدارات ، ما أصله الدخان ، مما يشبه هوائنا المجاور للأرض ، أو المراد من خلق السماء خلق الكواكب من الدخان؟ أو غير ذلك؟ احتمالات (فَقالَ) الله سبحانه (لَها) أي للسماء ـ فإنها مؤنثة سماعية ـ (وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا) وأقبلا السير على وفق حكمتنا (طَوْعاً أَوْ كَرْهاً) وهذا كناية عن تطلب الحركة منهما ، كما يتطلب الإنسان من العاقل شيئا (قالَتا أَتَيْنا) وانقدنا للأوامر (طائِعِينَ) جمع طائع ، وهذا كناية عن خضوعها التكويني ، لما أجرى الله فيهما من السنة ، كما يقال : قلت لداري لا تهدمي ، فامتثلت ، يراد أنها لم يحن بعد وقت انهدامها ، ويحتمل بعيدا أن يكون هناك خطاب حقيقي ، وجواب حقيقي ، فإن ظاهر (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) (١) إن للأشياء مرتبة من الإدراك والتجارب ، وإنما قال «طائعين» لأن الجمع قد يستعمل بمعنى الجنس ، أو باعتبار تغليب العقلاء الذين فيهما.
[١٣](فَقَضاهُنَ) أي صنع السماوات ، وأحكم خلقهن (سَبْعَ سَماواتٍ) مدارات للكواكب السيارة ـ كما قالوا ـ أو هناك طبقات تسمى كل طبقة سماء ، ولا حجة في قول علماء الفلك على النفي ، إذ الفضاء وسيع مدهش ، ولم يدرك الإنسان حسب اعترافهم إلّا شيئا ضئيلا في الفلك ، نسبة إلى ما لم يدرك كنسبة الذرة إلى الصحراء الوسيعة (فِي يَوْمَيْنِ) أي مقدارهما ـ كما هو الظاهر ـ (وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها) بأن دبّر
__________________
(١) الإسراء : ٤٥.