سَواءً لِلسَّائِلِينَ (١٠) ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ
____________________________________
خرجت من البصرة إلى بغداد في عشرة أيام ، وإلى الكوفة في خمسة عشر يوما يراد في خمسة ، حتى تمت السفرة في خمسة عشر (سَواءً) أي أربعة أيام مستوية ، كاملة من غير زيادة ونقصان (لِلسَّائِلِينَ) عن مدة خلق الأرض ، وتقدير الأقوات فيها ، وقد أوصل بعض انهزاميتهم الغربية على أن يتصرف في الآية ويطبقها على العلم الحديث ، فيقول بأن «يومين» يعني «ألفي مليون سنة» إلى آخر أمثال هذه الثرثرة الفارغة ، ومن غريب الأمر أن نرى أناسا يهتبلون كل كلمة غربية وإن قالها رجل في كتاب ، ويتركون ظواهر الكتاب والسنة ، ولم؟ لإرضاء الغرب والمتغربين ، كأنهم لم يسمعوا قوله (وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) (١) ورفع اليد عن الظاهر ، لا يكون إلا بدليل قاطع من عقل أو نقل ، وإلّا ، حصل التزلزل في جميع أصول الإسلام وفروعه ، ثم ما المانع في أن يكون الخلق في مقدار يومين من أيامنا ، كما هو الظاهر؟
[١٢](ثُمَّ اسْتَوى) الله سبحانه (إِلَى السَّماءِ) أي قصد نحو خلقها ، يقال : استوى إلى مكان كذا ، بمعنى توجّه إليه توجها ، لا يلفته شيء ، والإتيان ب «ثم» للتفاوت بين الخلقين ، لا للتراخي بين الزمانين (وَهِيَ دُخانٌ) أما المراد هو الدخان المتعارف ، بأن خلق سبحانه أولا دخانا ، ثم جعله سماء ، أو المراد الهواء المتخلخل بالماء ، الذي صعد من ضرب الماء بعضه ببعض ، وسمي دخانا لشباهته به ، فإن الدخان هواء متخلخل بالرماد ، وكلاهما يرى في النظر على نحو واحد ، وهل هناك
__________________
(١) البقرة : ١٢١.