إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٨) قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ (٩) وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ
____________________________________
[٩](إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) بالله وبما يجب الإيمان به (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الملازم لعدم عمل السيئات (لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) أي جزاء على أعمالهم غير مقطوع ، فإن «ممنون» من «منّ» بمعنى «قطع» أو من «المنّ» بمعنى الأذى الذي يكدّر الإحسان ، أي غير مكدّر بالمن.
[١٠](قُلْ) يا رسول الله منكرا على الكفار (أَإِنَّكُمْ) أيّها الكافرون (لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) أي كيف تكفرون بهذا الإله العظيم ، الذي خلق أرضكم الوسيعة ـ هذه ـ في مدة يومين فقط؟ (وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً) أي أضدادا ، أو أمثالا ، من الأصنام ، تعبدونها معه ، (ذلِكَ) الذي خلق الأرض (رَبُّ الْعالَمِينَ) فليس دونه إله ولا شريك له.
[١١](وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ) جمع راسية ، أي الجبال الثابتات ، من «رسى» بمعنى ثبت (مِنْ فَوْقِها) أي من فوق الأرض ، حتى أنتم تشاهدونها (وَبارَكَ فِيها) أي جعل في الأرض البركة والنمو ، فليس ما في الأرض جامدا لا ينمو ، إنما فيها الثمار والحيوان وغيرهما من أنواع الخيرات (وَقَدَّرَ فِيها) أي في الأرض (أَقْواتَها) جمع قوت ، وهو الرزق ، بأن قدّر لكل إنسان وحيوان رزقه ومأكله (فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ) أي في تتمة أربعة أيام ، فيومان للخلق ، ويومان للتقدير ، وهذا كما يقال :