قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (٦) الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (٧)
____________________________________
[٧](قُلْ) يا رسول الله في جواب هؤلاء الأشخاص ، إنني لست شخصا عجيبا ، حتى أستحق ، كل هذه الأقوال الفارغة بل أنا بشر يوحي الله إليّ لإرشادكم (إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) أي من هذا الجنس ، فلا أدعي لنفسي مقاما فوق هذا ، منتهى الأمر ، أنه (يُوحى إِلَيَ) من قبل الله سبحانه (أَنَّما إِلهُكُمْ) أيها الكفار (إِلهٌ واحِدٌ) لا شريك له ، كما تزعمون (فَاسْتَقِيمُوا) في عقيدتكم وأعمالكم (إِلَيْهِ) استقامة منتهية إليه سبحانه دون انحراف إلى اليمين أو الشمال (وَاسْتَغْفِرُوهُ) أي اطلبوا غفرانه فيما سلف من معاصيكم (وَوَيْلٌ) أي الهلاك والنكال ، فإن «ويل» كلمة تطلق للأمر السيئ أيّا ما كان (لِلْمُشْرِكِينَ) الذين يشركون بالله سبحانه.
[٨] ثم بين سبحانه أظهر صفات المشركين بقوله (الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ) أي لا يعطونها ، والظاهر أن المراد بالزكاة مطلق الإنفاق ، لا الزكاة المفروضة ، لأنها لم تكن وجبت في مكة ، والسورة كما عرفت مكية ، وهذا لأجل أن المشرك لا يعتقد بالله واليوم الآخر ، حتى ينفق ، فالذم راجع إلى عدم الاعتقاد ، لا إلى عدم الإعطاء ، حتى يقال ، لو كانت الزكاة مندوبة ، لم يكن وجه للويل؟ (وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ) إنما كرر «هم» تأكيدا ، وبيانا للتلازم بين الكفر وبين عدم الإيمان بالآخرة.