حم (١) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٢) كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٣)
____________________________________
[٢](حم) أي هذا حم ، أو «حاء» و «ميم» «تنزيل» وقد تقدم في فواتح السور بعض التي منها أنها رموز بين الله والرسول ، ومنها أنها للإشارة ، إلى أن القرآن المعجز من جنس هذه الحروف التي تتلفظون بها ليل نهار ، وقال بعض : أن الكفار تبانوا أن يصفقوا ويلفظوا عند قراءة الرسول ، استهزاء ومنعا للناس عن الاستماع ، فكان كلما وجد مثل هذا المجال ، افتتحت السورة بالمقطعات ، لأنهم كانوا ينصتون لها لما قد دهشهم ، فيلقى الوحي الموقظ.
[٣](تَنْزِيلٌ) أي أن القرآن تنزيل (مِنَ) الله (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ذي الرحمة المكررة ، فإنه يرحم العباد في الدنيا والآخرة ، ويرحمهم بالحياة ، وسائر اللوازم ، إلى غيرهما من الأقوال في وجه التكرار ـ وقد تقدم بعضها ـ.
[٤] هو (كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ) أي بيّنت آياته تبيانا تاما ، بحيث ، لم تجمل ولم تدمج ، بل أوضحت ، كما يقال ، فصلت الأمر لزيد ، حيث أوضحه له وذلك ، لأن التفصيل والتوضيح متلازمان غالبا ، وهذا لا ينافي إجمال بعض الآيات لحكمته ، لأن القضية طبيعية ، أي أن طبيعة القرآن ، تفصيل آياته وتوضيحه في حال كونه (قُرْآناً عَرَبِيًّا) بهذه اللغة التي يفهمها أهل الجزيرة والقرآن ، من قرأ ، بمعنى جمع بعضه إلى بعض ، وأنه يقرأ ، كما أنه يسمى كتابا لأنه يكتب (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) أي أنزل هذا القرآن ، لأهل العلم ، وإنما خصوا بذلك ـ مع أنه عام ـ لأنهم هم المستفيدون منه.