اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٧٩) وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (٨٠) وَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ (٨١)
____________________________________
أو علمه ، بمجيء خارق؟ (اللهُ) وحده هو (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ) أي خلقها لكم ، والمراد بالأنعام ، الإبل والبقر والغنم (لِتَرْكَبُوا مِنْها) أي بعضها وهي الإبل (وَمِنْها) أي من جميعها (تَأْكُلُونَ) لبنا ولحما.
[٨١](وَلَكُمْ) أيها الناس (فِيها مَنافِعُ) من جهة الصوف والشعر والوبر ، وحمل الأثقال ، وغير ذلك (وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ) بأن تركبوها لمقاصد بعيدة ، والوصول إليها حاجة في صدوركم ، وهذا أخص من الركوب ، الذي سبق في الآية المتقدمة ، فإن الركوب أعم من ذلك ، وأهمية هذا القسم من الركوب ، هي التي أوجبت تخصيصها بالذكر ، وقوله «لتبلغوا» عطف على «لتركبوا» (وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) الأنعام للبر ، والفلك ، وهي «السفينة» للبحر ، وتكرار «عليها» تمهيد ل «على الفلك» فمن يا ترى جعل كل ذلك؟ وهل يحتاج الإنسان بعد ذلك إلى خارقة للبرهنة على وجود الله ، أو صفاته؟
[٨٢](وَيُرِيكُمْ) الله سائر (آياتِهِ) وأدلته الدالة على وجوده ، وسائر صفاته ، من الآيات الآفاقية والأنفسية ، إما بخلق جديد ، أو بإلفاتكم إلى المخلوق السابق (فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ)؟ أيها البشر ، تنكرون وجودها ، أو دلالتها على الله المتصف بالعلم والقدرة ، وسائر الصفات؟