وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ (٧٨)
____________________________________
الخوارق لإثبات وجود الله سبحانه ، فهي الآيات الكونية المثبوتة ، في كل جهة من جهات الكون (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ) يا رسول الله (مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ) أحوالهم ، كإبراهيم ، ونوح ، وموسى ، وعيسى ، ولوط ، ويونس ، وغيرهم (وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) أحوالهم ، كسائر الأنبياء عليهمالسلام ، بل الأكثر منهم ، لم تقص أحوالهم في القرآن ـ وليس المهم القصة ـ (وَ) إنما المهم أنه (ما كانَ لِرَسُولٍ) أي لم يكن حسب مقدوره (أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ) أي بمعجزة خارقة (إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) بأن يأذن الله للرسول حتى يتمكن أن يؤتي بها (فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللهِ) بهلاك القوم ، بعد أن أتاهم الرسول بالخارقة ، ولم يؤمنوا (قُضِيَ) عليهم بالهلاك والدمار (بِالْحَقِ) بسبب أنهم عاندوا فاستحقوا العقاب (وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ) خسروا دينهم ودنياهم ، وفي هذا تلميح ، بأنه إنما لا يؤذن للرسول بالخارقة ، لأنه إن جاءهم بالخارقة ولم يقبلوا استحقوا العقاب ، والله سبحانه لا يشاء عقاب هؤلاء بهذه العجالة.
[٨٠] ثم يأتي السياق ، ليذكر جملة من الآيات الكونية ، الدالة على وجوده تعالى وصفاته ، والتي هي أحسن من الخارقة الموقتة ، ألا ترى أنه لو صنع إنسان صنعا ، هل يحتاج بعد ذلك أن يأتي بدليل على وجوده ،