فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (٧٢) ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٧٣) مِنْ دُونِ اللهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً
____________________________________
أي يجرّون ، والأغلال جمع غل ، وهو طوق يدخل في العنق ، والسلاسل جمع سلسلة ، وهي حلق حديدية متشابكة يربط بها المجرم.
[٧٣](فِي الْحَمِيمِ) متعلق ب «يسحبون» أي يجرون في المحل الحار المنتهي حرارته غايتها (ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ) من سجّر التنور ، إذا أوقده ، ولعل المعنى يكونون وقودا في النار ، حتى تشعل النار بهم ، كما قال : (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) (١).
[٧٤](ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ) تقول لهم الملائكة الموكلة بالنار ، على وجه الإهانة والإذلال (أَيْنَ) ذهبت (ما كُنْتُمْ) أي الأصنام التي كنتم (تُشْرِكُونَ) أي تجعلونها شريكة لله سبحانه؟
[٧٥](مِنْ دُونِ اللهِ) متعلق ب «تشركون» فإنهم لما كانوا يعبدون الله ، ويعبدون الأصنام ، استثنى «الله» سبحانه (قالُوا) أي المشركون في الجواب (ضَلُّوا عَنَّا) أي ضاعوا عنا ، ولا نجدهم (بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ) في الدنيا (شَيْئاً) ، وهذا إما يقولونه إنكارا ، لعلهم يتخلصون بهذا الإنكار ، من تبعة عبادة الأصنام ، كما في آية أخرى يقولون (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) (٢) وإما أن مرادهم ، أن ما كنا ندعوا
__________________
(١) البقرة : ٢٥.
(٢) الأنعام : ٢٤.