كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ الْكافِرِينَ (٧٤) ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (٧٥) ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى
____________________________________
في الدنيا ، لم يكن شيئا يستحق العبادة ، وينفع أو يضر ، نحو «يا أشباه الرجال ولا رجال» فقد نفوا الذات مريدين نفي الصفة (كَذلِكَ) أي كما أبطل الله سبحانه عبادة هؤلاء للأصنام (يُضِلُّ اللهُ) سائر (الْكافِرِينَ) فلا يهديهم طريق الجنة ، ويبطل عبادتهم وأعمالهم ، أو المعنى يضلهم في الدنيا ، بأن يتركهم وشأنهم ، حين رآهم لم يقبلوا الهدى ، فلا يلطف بهم الألطاف الخفية ، حتى يعملوا ما ينتفعون به في الآخرة.
[٧٦](ذلِكُمْ) «ذا» إشارة إلى العذاب الذي يحيط بهم ، و «كم» خطاب بسبب ما (كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ) بأن كنتم تبطرون وتتكبرون بالأعمال الإجرامية (وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ) من مرح ، وهو الفرح بالباطل بتوسع فهو أخص من الفرح ، وهكذا يكون المجرمون دائما ، إن فرحهم بالباطل ، وهم يوسعون في الفرح ، بخلاف المؤمنين الذين فرحهم بالحق ، وهم يفرحون بقدر ، حيث يعلمون أن وراءهم يوما مهولا ، كما قال الله (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) (١).
[٧٧](ادْخُلُوا) أيها الكفار (أَبْوابَ جَهَنَّمَ) أي من أبوابها السبعة ، كل فوج ، حسب بابه وأعماله في حال كونكم (خالِدِينَ فِيها) إلى الأبد ، لا انقطاع لعذابها ، ولا خلاص لكم منها (فَبِئْسَ مَثْوَى) من «ثوى»
__________________
(١) القصص : ٧٧.