لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ (١٥) يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (١٦) الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (١٧)
____________________________________
لمؤهلاته النفسية (لِيُنْذِرَ) الله بسبب الإلقاء ، أو ينذر الرسول (يَوْمَ التَّلاقِ) أصله «التلاقي» حذف الياء تخفيفا ، حيث يلتقي فيه أهل السماء بأهل الأرض ، كما عن الصادق عليهالسلام (١).
[١٧](يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ) أي ظاهرون من قبورهم (لا يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ) أي من الناس (شَيْءٌ) فكل شيء منهم من الأجساد ، والأعمال ، والنوايا ، منكشفة لديه سبحانه ، ويقول الله سبحانه ، حينذاك (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ)؟ تقريعا للذين اغتصبوا الملك في الدنيا ، ولمن أشركوا بالله بزعم أن لله شريكا في الملك ، ويأتي الجواب من قبله أو قبل صلحاء الناس والملائكة (لِلَّهِ الْواحِدِ) الذي لا شريك له (الْقَهَّارِ) الذي يقهر الكون حسب ما يشاء.
[١٨](الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ) فالمحسن يجزى بالإحسان ، والمسيء بالإساءة (لا ظُلْمَ) على أحد (الْيَوْمَ) فلا ينقص من ثواب المحسن ولا يزاد على عقاب المجرم (إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) يعني إن الآخرة قريبة ، أو إن حساب الخلائق في ذلك اليوم ، يكون سريعا ، فلا مجال للّف والدوران ، كما في الدنيا ، حتى يحتمل المجرم التملص.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٧ ص ٥٩.