رِزْقاً وَما يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَنْ يُنِيبُ (١٣) فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (١٤) رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ
____________________________________
رِزْقاً) وهو المطر الموجب لكل رزق ، أو المراد أنه سبحانه يقدر في السماء أرزاقكم ، فينزل الأمر به من هناك (وَما يَتَذَكَّرُ) أي يلتفت (إِلَّا مَنْ يُنِيبُ) أي يتوب ، فإن التذكر المفيد ، إنما هو تذكر التائب دون غيره.
[١٥](فَادْعُوا) أيها البشر (اللهَ) وحده (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) أي في حال كونكم توجهون عبادتكم إليه ، وتجعلون دينكم له دون غيره (وَلَوْ كَرِهَ) إخلاصكم وتوحيدكم لله (الْكافِرُونَ) فلا تبالوا بهم.
[١٦] إنه سبحانه (رَفِيعُ الدَّرَجاتِ) أي يرفع درجات الناس في الجنة ، فبيده الملك والملكوت ، ومثله يحق أن يعبد دون سواه ، أو إن المعنى أنه سبحانه صاحب درجات رفيعة ، والمراد بالدرجات الصفات ، فهو ذو العلم الرفيع والإحسان الرفيع ، والحلم الرفيع ، وهكذا ، فلا يبلغ شأنه شيء من الأصنام ، أو غيرها ، حتى يجعل شريكا له ، وهذا من باب تشبيه المعقول بالمحسوس (ذُو الْعَرْشِ) فله عرش السلطة ، وحده بلا شريك ومنازع (يُلْقِي الرُّوحَ) أي الحياة للبشرية ، التي هي الوحي ، فقد شبه الوحي بالروح ، تشبيها بالروح الذي به حياة الإنسان ، وفي الوحي حياته الواقعية من العمى والضلالة ، أو المراد الروح لنبوة الشخص (مِنْ أَمْرِهِ) أي أن الإلقاء صار من أمره لا جبر له فيه ، إذ قد يلقى الإنسان شيئا مجبورا من أمر غيره (عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) وهم الأنبياء عليهمالسلام ، ومشيئته سبحانه باعتبار صلاحية النبي لذلك ،