حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٢) غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (٣) ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
____________________________________
[٢](حم) «حاء» و «ميم» وجنسهما من سائر حروف الهجاء ، هي مادة هذا القرآن الذي يعجز البشر عن الإتيان بمثله ، أو هو رمز بين الله ورسوله ، أو أن معناه ، الحميد المجيد ، فهو ابتداء بعد البسملة ، باسمين من أسمائه سبحانه ، على طريق الرمز ، أو غير ذلك.
[٣](تَنْزِيلُ الْكِتابِ) أي هذا هو إنزال القرآن (مِنَ) قبل (اللهِ الْعَزِيزِ) الغالب سلطانه (الْعَلِيمِ) الذي يعلم كل شيء ، فيعلم الصالح من غيره ، أو أن «تنزيل الكتاب» مبتدأ «من الله» خبره.
[٤](غافِرِ الذَّنْبِ) صفته ، ل «الله» أي أنه سبحانه يغفر ذنوب عباده ، وهذا على نحو القضية الطبيعية ، لا أن معناه أنه سبحانه ، يغفر كل ذنب (وَقابِلِ التَّوْبِ) جمع توبة ، كدوم جمع دومة ، أو مصدر من تاب يتوب توبا ، والمعنى إن من تاب ورجع إليه سبحانه ، قبل توبته ، ولم يرده عن بابه خائبا (شَدِيدِ الْعِقابِ) لمن كفر وعصى (ذِي الطَّوْلِ) الطول هو الإنعام الذي تطول مدته (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) فلا شريك له (إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) أي المرجع في المعاد ، فهو إله واحد له الفضل ، يغفر لمن استغفره ، ويعاقب من عصاه ، وبيده العاقبة.
[٥] وإذ كان الإله واضحا وجوده وصفاته ، من الآيات الكونية ، فإنه (ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ) الدالة على وجوده وصفاته (إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا)