وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ (٧٣) وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ
____________________________________
[٧٤](وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ) أي خافوا في الدنيا عذابه ، فأطاعوه ، فيما أمر ونهى ، وإنما يساقون بإكرام وإعظام (إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً) زمرة فزمرة ، كل فوج في أشكالهم ، فالمصلون صلاة الليل زمرة ، والتالون للقرآن زمرة ، وهكذا (حَتَّى إِذا جاؤُها) أي وصلوا إليها (وَفُتِحَتْ أَبْوابُها) ليدخل كل فوج من الباب المناسب لعمله المعدّ له ، وللجنة ثمانية أبواب والإتيان بالواو في «وفتحت» دون «فتحت» في الآية السابقة للتفنن الذي هو نوع من البلاغة (وَقالَ لَهُمْ) أي لأهل الجنة (خَزَنَتُها) جمع خازن ، وهو الموكل بالشيء (سَلامٌ عَلَيْكُمْ) إما بقصد التحية ، وإما بمعنى ، أن السلامة من الآفات والبليات عليكم ، تظللكم دائما ، ولذا لم يقل «لكم» فإن «على» تفيد معنى الإحاطة والشمول (طِبْتُمْ) أي صرتم طيبين هنا بسبب أعمالكم الطيبة في دار الدنيا (فَادْخُلُوها) أي ادخلوا الجنة ، من أبوابها (خالِدِينَ) أي في حال كونكم ، دائمين فيها أبد الآبدين ، لا خروج لكم عنها ، وكان الإتيان بواو العطف في الجملتين ، لإيجاد فراغ في الذهن ، حتى يبقى منتظرا لأصناف الكرامة ، وألوان اللذة ، فليس الأمر ينتهي بقول الخزنة ، وإنما ، لـ «حتى» جواب طويل عريض باق مدى الأبد.
[٧٥](وَقالُوا) أهل الجنة بعد دخولها (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ) أي