خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ (٧١) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (٧٢)
____________________________________
(خَزَنَتُها) جمع خازن ، وهو الموكل بالشيء ، أي الموكلون بجهنم (أَلَمْ يَأْتِكُمْ) أيها المجرمون (رُسُلٌ مِنْكُمْ) أي من جنسكم (يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ) أي يقرءون على مسامعكم (آياتِ رَبِّكُمْ) أدلته وحججه (وَيُنْذِرُونَكُمْ) أي يخوفونكم (لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا) أي من مشاهدة هذا اليوم وعذابه ، وهذا الاستفهام منهم ، إنما هو على وجه التقريع والتبكيت ، وإلا فالخزنة يعلمون ذلك (قالُوا) أي قال الكفار في جواب الخزنة (بَلى) قد جاءتنا رسل ربنا ، وخوفونا من هذا اليوم (وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ) فإنا قد كفرنا ، فثبت في حقنا ما قاله سبحانه ، بأن من كفر يعاقب بالنار ، وهذا ، كما يقول أحدنا «هكذا مصيري» في يأس وانقطاع ، وإنما لم يقولوا «علينا» مكان «على الكافرين» لإفادة ، أن سبب عذابهم ، هو كفرهم ، فهو حكم مع ذكر العلة.
[٧٣] وحينذاك (قِيلَ) والقائل الخزنة (ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ) أي ادخلوها من أبوابها (خالِدِينَ فِيها) أي في حال كونهم باقين فيها أبد الآبدين (فَبِئْسَ) ، هذا المحل ـ في جهنم ـ (مَثْوَى) أي محل إقامة (الْمُتَكَبِّرِينَ) الذين تكبروا في الدنيا عن الحق ، حتى صاروا إلى هذا المكان.